كان مسلسل"المرآة" الذي تم عرضه على شاشة قناة آي فيلم قبل عدة ايام، يروي قصةً تقع احداثها خلال الحرب المفروضة على ايران، حيث تعكس الظروف الصعبة في تلك الفترة، ولايزال الشعب الايراني يتذكر تلك الايام التي كان المسلسل يعرض فيها.
فقد واجه المسلسل عندما أعيد عرضه على شاشة آي فيلم ترحيباً واستقبالاً لافتاً من قبل الجمهور، لذا رأت قناة آي فيلم الفرصة مناسبة لكي تحاور مخرجه الكوميدي غلام حسين لطفي، حتى يكون ذلك مروراً على ذكريات الناس من المسلسل.
آي فيلم: مسلسل "المرآة" رغم مضي ثلاثة عقود على عرضه الاول لايزال يحظى بشعبية لدى الناس، وكان احد اسباب نجاحه تناوله مشاكل الناس في المجتمع الايراني، هل استعنت بأحد للعمل على ذلك المشروع واطلاقه؟
غلام حسين لطفي: انا لم استعن بأحد في ذلك المشروع وانا الذي اخترت موضوع المسلسل، لأنني كنت اشعر بفراغ في هذا المجال، واذكر هنا موقفاً: في تلك الفترة تم تقديم موضوع الى مؤسسة المعارف الاسلامية تحت عنوان "كريه المنظر والجميل" يستغرق عشر دقائق ولم يقبل احد بالعمل عليه لكن شعرت بأنه يمكن ان اصنع مسلسلاً عن هذا الموضوع، فأطلقت المشروع اخيراً وجهزته حيث يستغرق 45 دقيقة في كل حلقة، رغم انه كانت بعض العراقيل لإطلاقه في البداية. انا كنت اعرف المجتمع ومشاكله خاصة في ايام الحرب والاضطراب الذي كان يعيشه الناس، حيث كانوا يفتقدون التسلية، لذلك كان مسلسل "المرآة" اول مسلسل عائلي بعد الثورة الاسلامية.
آي فيلم: كيف كانت علاقتك بالمشاهدين بصفتك مخرجاً للمسلسل؟ هل لمست نتائج المسلسل لدى المشاهدين؟
غلام حسين لطفي: نعم لمست نتائج كثيرة، اولاً: ان المشاهدين كانوا يشعرون بعلاقة قوية مع شخصيات المسلسل، مثلاً شخصية مهين شهابي بصفتها ام العائلة وشخصية اسماعيل محرابي بصفته اب العائة كانتا رائعتين للمشاهدين لأنهم كانوا يرون ذلك الحسد في واقعهم الاجتماعي. وحتى كنا نتلقى رسائل عن الناس تحتوي على تلك المشاكل، وكنا نتاول مواضيعها في المسلسل.
آي فيلم: هل كانت لديك فرصة لقراءة هذه الرسائل؟
غلام حسين لطفي: (بضحكة)، نعم كانت تأتينا الرسائل بالاكياس، وكنت اقرأها جميعاً، لكن بعض المشاكل كانت بشكل لا نستطيع التطرق اليه، وعلى اي حال كنت استفيد من تلك الرسائل بالقدر المستطاع.
آي فيلم: لقد قلت سابقاً بأنك عالم اجتماع جيد، كيف توصلت الى هذا؟
غلام حسين لطفي: انا اعيش في هذا المجتمع والاهم من ذلك هو كيفية نظرتي الى الفن. في سنوات حضوري في كلية الفنون الجميلة كنت اذهب الى المنتزه كثيراً وكنت احدث الناس، وكنت ادقق النظر في وجوههم واصورهم حتى اعرف المجتمع اكثر. والآن بإمكاني ان اصنع مسلسلاً بمئة حلقة عن المتقاعدين، لأنني اجريت بحثاً مستفيضاً في ذلك.
آي فيلم: الشباب يعرفونك من خلال اعمالك الكوميدية اكثر من غيرها، لكن مسلسل "المرآة" كان عملاً جادأً، كيف غيرت مسار عملك الفني؟
غلام حسين لطفي: لم اكن ارغب في ان يعرفني الناس من خلال اعمالي الكوميدية لكن في ايران يأخذ الجمهور الطابع عن المخرج من عمله الفني الاول حتى النهاية، حتى اذا يغير مساره لاحقاً، في الواقع انا اصبحت اسيراً في هذا النوع من الاعمال، لكني مضيت في طريقي بمعرفة، حيث كنت اعرف الكوميديا جيداً.
آي فيلم: كانت احدى ميزات مسلسل "المرآة" التي يتمتع بها هي الاداء الجيد للممثلين، كيف استطعت ان تجمع اؤلئك الممثلين الذين دخلوا عالم الفن من خلال هذا المسلسل؟
غلام حسين لطفي: انا كنت مخرجاً في دائرة المسرح وهناك تعرفت على بعض الفنانين مثل مهين شهابي واسماعيل محرابي وآخرين. حتى النجمة جوهر خيرانديش عندما اتت الى طهران وقفت امام الكاميرا لأول مرة في هذا العمل. وحاولت ان ادعو كل الممثلين الذين احتاج اليهم للتمثيل في المسلسل.
آي فيلم: بما انك كنت تستفيد من المسرحيين في هذا العمل هل كنت تختبر مواقع التصوير والتمثيل قبل تصوير المشاهد؟
غلام حسين لطفي: نعم، نحن كنا نصور حلقة في كل اربعة ايام وكنا نخصص اليوم الاول لأختبار المواقع والتمثيل، واللافت ان كل حلقات هذا المسلسل تم تصويرها في شقة، ومن خلال ابداعنا حاولنا ان لا يكتشف المشاهد ذلك.
آي فيلم: بعد ان جُرحتَ خلال تصوير احد المسلسلات اصبحت طريح الفراش لفترة طويلة، لكن يبدو انه تمت دعوتك للتمثيل في فيلم سينمائي بالآونة الاخيرة، هل تخبرنا عن عملك الجديد؟
غلام حسين لطفي: كنت عاطلاً عن العمل لفترة طويلة بسبب كسر في رجلي، لكن قررت ان امثل في الفيلم السينمائي "الاختناق" للمخرج فريدون جيراني وهو احد اصدقائي القدماء.
ن.س / د.ت